من صور التحجر والإشراك بالله
أكتب هذه الحلقة للتعريض بفقهاء الحاضر الذي نعيشه، لقد اعتمدنا عليهم في البحث والدرس في دين الله، فجدوا واجتهدوا ليوردونا مورد التهلكة وهم في حال من غياب الوعي، أعلم تماما بأن هناك من يرى وكأن هناك ثأر بيني وبين الدعاة، لكن إن علم هؤلاء بأنهم يتحلقون ويساندون دعاة على شفير جهنم يدعون الناس ليسقطوهم فيها لتبدل حال المعارضين لي.
فحين يصرح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بجريدة الأهرام تحت عنوان [هذا هو الإسلام] بالصفحة رقم 24 الصادرة بتاريخ 9/1/2010 ما نصه الآتي:
[....بينما يرى جمهور الفقهاء والمتكلمين أن نسخ القرءان بالسنة جائز لأن كليهما وحي من الله تعالى...]، ثم لا يجد من يرده من فقهاء العصر فإننا نكون بصدد وباءة فقهية، إذ كيف ينسخ الأدنى الأعلى، كيف للسنة النبوية الظنية الثبوت والدلالة، أن تنسخ القرءان القطعي الثبوت، أليست هذه جريمة تُرتكب في حق الإسلام، أليست هذه هي الفتنة التي هي أشد من القتل، أيكون هذا هو الإسلام الذي يدعو إليه الفقهاء واجتمع عليه مهورهم!.
إن معنى ذلك أن الفقهاء يعتمدون في استخراج الحكم الشرعي على إهمال كتاب الله أولا والاعتماد على السنة النبوية، ولنا عليهم شهود في هذا الأمر، إذ ما يتكلم أحدهم إلا وساق الدليل من السنة ثم قد يذكر على استحياء الدليل من القرءان في غير اسهاب أو لا يذكر أي دليل منه، أليس هذا هو قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30؟.
أنتخذ من دون الله أولياء كالبخاري ومسلم ومروياتهم فنقدمها على كتاب الله ثم لا نكون من المشركين، أو المعطلين لأحكام حقائق ودلالات كتاب الله! .
وحين تنشر جريدة الأهرام بعددها الصادر في 25/1/2011 بالصفحة رقم 23 في معرض ندوة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، حين طلب أحد فقهاء المغرب تجديد علم أصول الفقه ليرد عليه فقهاء الأزهر بالرفض، وكأن الفقه وأصول الفقه قد أُنزلت من لدن الرحمن، فإنما يدل ذلك على عدم تطور تلك العقول ولا صلاحيتها لإحداث أي تغيير.
فقد ذكر الدكتور/محمد عبد الفضيل القوصي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالندوة كما نشرت جريدة الأهرام الآتي بعد: [ لا يوجد بزماننا جهابذة كالذين سبقونا لإحداث ذلك التغيير.....ووصف التجديد بأنه تبديد وحذّر من التهاون في التعامل مع دعوات التجديد لأنها تعطي الفرصة لكل ناعق (على حد تعبيره) يريد أن يلحق بالإسلام ما ليس فيه]، وناصره في ذلك الدكتور /نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور/محمد مختار المهدي عضو مجمع البحوث والرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر، ونبذ الجميع أولئك الذين يرتدون عباءة التنوير، وقالوا عنهم بأنهم بدءوا يتجرءون على الثوابت ويعطلون بعض الأحكام، فهل بعد ذلك من صراحة في تفعيل الجمود الفقهي والدعوي؟!.
فهل نطيع هؤلاء الفقهاء فيما يزعمونه من ثوابت يندى لها جبين العقل البشري ، وهو ما ذكرناه بسلسلة حلقاتنا [إضلال الأمة بفقه الأئمة اعتبارا من الحلقة 35 وما يليها]، أيمكن أن يكون كل فقه الشافعية من ثوابت الأمة، ألا يحتاج هذا الفقه أن يتم تجديده حتى لا نرى فيه أبدا ما قالته الشافعية [من أن ماء الزنا ماء هدر] ويرتبون على ذلك بجواز أن يتزوج الرجل ابنته من الزنا وتتزوج الأم ابنها من الزنا باعتبار أن ماء الزنا ماء هدر.
وهل يكون زواج الصغيرة التي لم تبلغ الحلم من ثوابت الأمة، وهل يكون فقه الأئمة الأربعة في عدم تحمل الزوج نفقة علاج أو دواء لزوجته من ثوابت الأمة التي لا تحتاج إلى تجديد في فقههم؟، وهل ما ذكرته المالكية والحنابلة من عدم مسئولية الزوج عن ثمن الكفن لزوجته التي ماتت وهي فقيرة، أيرى هؤلاء الفقهاء بأن هذا من الثوابت التي يسعون للحفاظ عليها، وهل يرون أن قتل تارك الصلاة والمرتد عن الإسلام من الأمور التي يحافظون ويدعون الناس إليها، ويخافون أن تتبدل أو يظهر في الأرض فساد التنوير.
وهل الناسخ والمنسوخ الذي لم يتفقوا عليه من ثوابت الأمة أم من سواقط القيد الفكري والفقهي، إن أي عاقل يستحيل عليه أن يفهم علما لم يتفق عليه أصحابه (الناسخ والمنسوخ) ثم يجعلونه شرطا للاجتهاد. بل يزعون أنهم يختلفون في الفروع، هل الاختلاف حول وجود حُكم آية أو زوال حُكمها بزعم نسخها أصبح من الفروع!، أيتكلم فقهاؤنا مع من لا يعقلون!، هل الآيات القرءانية من الفروع أم من الأصول يا فقهاء الإسلام؟.
وتكفير زهرة عباد الشمس وطلب قتل ميكي ماوث لأنه من جند الشيطان، أهكذا مستوى العلماء في ديار الإسلام، لقد أفتى أحدهم بقتل ميكي ماوث لأنه مقتنع بأحاديث الفأر من أنه (الفأر) فاسق، وأنه يجب قتله في الحل والحرم، وأنه إذا وقع في السمن فإنه يتم التخلص مما حوله من السمن إن كان جامدا أو يُلقى السمن كله إن كان سائلا، لذلك فإن تأثر أطفال المسلمين بميكي ماوث إنما هو تأثر بفاسق يجب قتله، وتسبب هذا التخريج من لواحد من أعاظم الدعاة أن يضحك علينا الغرب والشرق من حال عقولنا.
إن مثل هذه الممارسات الفكرية مع تحجر الفكر المسئول عن إحداث أي تغيير، واعتراف المسئولين بأنهم ليسوا أهلا لإحداث التغيير في أصول الفقه، وتفاهة الكثير من اهتماماتهم، يؤكد تردي حال الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسئولين عنه.
مستشار/أحمد عبده ماهر
من صور التحجر والإشراك بالله
أكتب هذه الحلقة للتعريض بفقهاء الحاضر الذي نعيشه، لقد اعتمدنا عليهم في البحث والدرس في دين الله، فجدوا واجتهدوا ليوردونا مورد التهلكة وهم في حال من غياب الوعي، أعلم تماما بأن هناك من يرى وكأن هناك ثأر بيني وبين الدعاة، لكن إن علم هؤلاء بأنهم يتحلقون ويساندون دعاة على شفير جهنم يدعون الناس ليسقطوهم فيها لتبدل حال المعارضين لي.
فحين يصرح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بجريدة الأهرام تحت عنوان [هذا هو الإسلام] بالصفحة رقم 24 الصادرة بتاريخ 9/1/2010 ما نصه الآتي:
[....بينما يرى جمهور الفقهاء والمتكلمين أن نسخ القرءان بالسنة جائز لأن كليهما وحي من الله تعالى...]، ثم لا يجد من يرده من فقهاء العصر فإننا نكون بصدد وباءة فقهية، إذ كيف ينسخ الأدنى الأعلى، كيف للسنة النبوية الظنية الثبوت والدلالة، أن تنسخ القرءان القطعي الثبوت، أليست هذه جريمة تُرتكب في حق الإسلام، أليست هذه هي الفتنة التي هي أشد من القتل، أيكون هذا هو الإسلام الذي يدعو إليه الفقهاء واجتمع عليه جمهورهم!.
إن معنى ذلك أن الفقهاء يعتمدون في استخراج الحكم الشرعي على إهمال كتاب الله أولا والاعتماد على السنة النبوية، ولنا عليهم شهود في هذا الأمر، إذ ما يتكلم أحدهم إلا وساق الدليل من السنة ثم قد يذكر على استحياء الدليل من القرءان في غير إسهاب أو لا يذكر أي دليل منه، أليس هذا من معاني قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30؟.
أنتخذ من دون الله أولياء كالبخاري ومسلم ومروياتهم فنقدمها على كتاب الله ثم لا نكون من المشركين، أو المعطلين لأحكام حقائق ودلالات كتاب الله! .
وحين تنشر جريدة الأهرام بعددها الصادر في 25/1/2011 بالصفحة رقم 23 في معرض ندوة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، حين طلب أحد فقهاء المغرب تجديد علم أصول الفقه ليرد عليه فقهاء الأزهر بالرفض، وكأن الفقه وأصول الفقه قد أُنزلت من لدن الرحمن، فإنما يدل ذلك على عدم تطور تلك العقول ولا صلاحيتها لإحداث أي تغيير.
فقد ذكر الدكتور/محمد عبد الفضيل القوصي عضو مجمع البحوث الإسلامية بتلك الندوة ما نشرته جريدة الأهرام الآتي بعد: [ لا يوجد بزماننا جهابذة كالذين سبقونا لإحداث ذلك التغيير.....ووصف التجديد بأنه تبديد وحذّر من التهاون في التعامل مع دعوات التجديد لأنها تعطي الفرصة لكل ناعق (على حد تعبيره) يريد أن يلحق بالإسلام ما ليس فيه]، وناصره في ذلك الدكتور /نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور/محمد مختار المهدي عضو مجمع البحوث والرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر، ونبذ الجميع أولئك الذين يرتدون عباءة التنوير، وقالوا عنهم بأنهم بدءوا يتجرءون على الثوابت ويعطلون بعض الأحكام، فهل بعد ذلك من صراحة في تفعيل الجمود الفقهي والدعوي؟!.
فهل نطيع هؤلاء الفقهاء فيما يزعمونه من ثوابت يندى لها جبين العقل البشري ، وهو ما ذكرناه بسلسلة حلقاتنا [إضلال الأمة بفقه الأئمة اعتبارا من الحلقة 35 وما يليها]، أيمكن أن يكون كل فقه الشافعية من ثوابت الأمة، ألا يحتاج هذا الفقه أن يتم تجديد أصوله حتى لا نرى فيه أبدا ما قالته الشافعية [من أن ماء الزنا ماء هدر] ويرتبون على ذلك بجواز أن يتزوج الرجل ابنته من الزنا وتتزوج الأم ابنها من الزنا باعتبار أن ماء الزنا ماء هدر.
وهل يكون زواج الصغيرة التي لم تبلغ الحلم من ثوابت الأمة، وهل يكون فقه الأئمة الأربعة في عدم تحمل الزوج نفقة علاج أو دواء لزوجته من ثوابت الأمة التي لا تحتاج إلى تجديد في فقههم؟، وهل ما ذكرته المالكية والحنابلة من عدم مسئولية الزوج عن ثمن الكفن لزوجته التي ماتت وهي فقيرة، أيرى هؤلاء الفقهاء بأن هذا من الثوابت التي يسعون للحفاظ عليها ولا يطلبون لها التجديد، وهل يرون أن قتل تارك الصلاة والمرتد عن الإسلام من الأمور التي يحافظون ويدعون الناس إليها، ومن ذا الذي قال بأن حلق اللحية حرام أليس للتسيب الفقهي السبب الأعظم، ثم بعد ذلك يخافون أن تتبدل أو يظهر في الأرض فساد التنوير.
وهل الناسخ والمنسوخ الذي لم يتفقوا عليه من ثوابت الأمة أم من سواقط القيد الفكري والفقهي، إن أي عاقل يستحيل عليه أن يفهم علما لم يتفق عليه أصحابه (الناسخ والمنسوخ) ثم يجعلونه شرطا للاجتهاد. بل يزعون أنهم يختلفون في الفروع، هل الاختلاف حول وجود حُكم آية أو زوال حُكمها بزعم نسخها أصبح من الفروع!، أيتكلم فقهاؤنا مع من لا يعقلون!، هل الآيات القرءانية من الفروع أم من الأصول يا فقهاء الإسلام؟.
ورضاع الكبير، وتكفير زهرة عباد الشمس، وطلب قتل ميكي ماوث لأنه من جند الشيطان، أهكذا مستوى العلماء في ديار الإسلام، لقد أفتى أحدهم بقتل ميكي ماوث لأنه مقتنع بأحاديث الفأر من أنه (الفأر) فاسق، وأنه يجب قتله في الحل والحرم، وأنه إذا وقع في السمن فإنه يتم التخلص مما حوله من السمن إن كان جامدا أو يُلقى السمن كله إن كان سائلا، لذلك فإن تأثر أطفال المسلمين بميكي ماوث إنما هو تأثر بفاسق يجب قتله، وتسبب هذا التخريج من لواحد من أعاظم الدعاة أن يضحك علينا الغرب والشرق من حال عقولنا.
إن مثل هذه الممارسات الفكرية مع تحجر الفكر المسئول عن إحداث أي تغيير، واعتراف المسئولين بأنهم ليسوا أهلا لإحداث التغيير في أصول الفقه، وتفاهة الكثير من اهتماماتهم، يؤكد تردي حال الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسئولين عنه.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وكاتب إسلامي
محام بالنقض وكاتب إسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق