موقف الأزهر من القرءان
لأسفي أن الأزهريين لا يدركون مدى الأذى الذي يتركونه ميراثا للطعن في القرءان من خلال اعتمادهم على المرويات التي يزعمون بأنها وردت فيما يطلقون عليه كُتُب الصحاح وبخاصة البخاري، بل وثقتهم الزائدة في تلك المرويات رغم تناقضها وعدم معقولية كثير منها.
فعن جمع القرءان تقرأ كل المتناقضات التي تؤدي للتشكيك في صدق القرءان، أو على الأقل تفضح زيف كثير من التراث الذي يعتمد عليه الكثير من الدعاة، وسأطوف بكم في رحلة نتدبر فيها ما تم تثبيته بأدمغتنا عن جمع القرءان.
أولا من الذي جمع القرءان
1. فمرة يقولون بأنه جُمع على عهد رسول الله (الحاكم في المستدرك ج2 ص611) ومنتخب كنز العمال ج2ص52).
2. ومرة أخرى يقولون بأن أبا بكر هو الذي جمع القرءان بعد أن استحر القتل في حفظة القرءان بحرب اليمامة (400 رجل) وبئر معونة (70 رجل) وذلك فيما رواه ابن أبي شيبة والإتقان للسيوطي ج1 ص101 والبخاري باب جمع القرءان.
3. ويقولون بأن عمر بن الخطاب هو الذي جمعه وذلك فيما رواه محمد بن سيرين والحسن وابن حاطب وغيرهم.
4. وقالوا بأن سيدنا عثمان هو الذي جمعه فيما رواه أبوقلابة ومصعب بن سعد، وأبو المليح وعكرمة وغيرهم.
فهل وجود أربع روايات مختلفة كل منها ينسب جمع القرءان لواحد مختلف لا يشكك في شيء، وهل تلك الروايات واختلافاتها أمر هين؟.
ثانيا مخالفة أمر رسول الله
ومن الأمور العجاب ما ذكره البخاري في صحيحه من قوله صلى الله عليه وسلم(خذوا القرءان من أربعة:عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وسالم ومعاذ) فلماذا لم يتم الاستعانة بعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وكانا على قيد الحياة، ولجأ زيد بن ثابت الذي كلفه أبو بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم لأن يأتي بشاهدين على كل آية من الآيات قبل أن يكتبها، وليس من بينهم بن مسعود ولا بن كعب؟.
ثالثا مم جمع القرءان
1. هل جمع القرءان من العظام والأوراق واللخاف والعسب، أم من الحفظة بشاهدين على كل آية؟، وهل الشاهدين يبلغان حد التواتر اللازم للثقة؟.أم لا؟، علما بأن مرويات التراث تذكر كل هذا.
2. وما هي وظيفة كتبة الوحي طالما كان زيد بن ثابت يجمع القرءان من الصدور ويأت بشاهدين على كل آية، هل ضاعت أوراق كتبة الوحي؟.
3. بل من المصائب أنه لم يجد شاهدين للآيتين الأخيرتين من سورة التوبة ووجدهما عند رجل كان رسول الله قبل وفاته قد جعل شهادته تعدل شهادة رجلين؟، أيكون ذلك تواترا أم يكون القرءان رواية آحاد، وكيف ينسى كل الصحابة آيتين من كتاب الله؟.
4. وهل يقول رسول الله فيما رواه البخاري (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله)، بينما ليس هناك كتاب، وهل يمكن أن نطلق لفظة كتاب على شيء غير مكتوب؟. فمن أين أتت روايات جمع هذا وذاك للقرءان، وما معنى الجمع في منطقهم، هل ترك رسول الله الحياة بدون كتاب مدون بينما يقول بأنه ترك فينا كتاب الله لنتمسك به.
5. في منطقي الذي أفهمه وأخالف به الأزهر وكتب التراث إن كتاب الله كان مكتوبا عند النبي وعند بعض الصحابة وكان محفوظا في الصدور، وكانت كتابته في أوراق وليست على عظام ورقاع، ودليل ذلك وجود صحيفة مكتوب بها القرءان عند شقيقة عمر بن الخطاب قبل أن يسلم وكانت سببا في إسلامه.
إن ما قمت بتدوينه لكم هو جزء يسير من كثير من التناقض الوارد بالتراث والذي يتمسك به الأزهر ويطعن بالجهل كل من فكّر بخلافه، ويرميه بالتشكيك في ثوابت الأمة والظن السيئ بالعلماء والسلف الصالح.
إن الهرتلة التي تم تدوين التراث بها تضع في أعناقنا وعلى عاتقنا مسئولية التحقق، فالدعوة إلى الله مسئولية، ولا يجب أن تحمل المتناقضات التراثية تلك المسئولية التي تشكك في دستور وحدة المسلمين وهو القرءان الكريم، ولم يعد شعبنا مجموعة من المزارعين الذين تغرهم ألسنة العمائم ويسهل قيادهم من كل ناعق، حتى وإن كان أزهريا متخصصا.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق