الجمعة، 30 ديسمبر 2011

سفه فكر السلف عن المرأة ج2

إنه لمن الأسى أن  أكتب تلك السلسلة التي ما كنت لأكتبها إن كان لدينا فقهاء جديرون بالثقة والتبجيل، وما كنت لأكتبها إن كان لدينا شعوب لا تمارس دينها بنظرية القطيع خلف العمامة، ومما يندى له الجبين من فرط عدم جود ميزان لهذه الأمة إنه إن كتب أحدنا كتابا وحوى فيه مثل هذا العفن والعته الفقهي ما سلم من نهش هذا وعواء ذاك، لكن حين يكتب ذلك من يسمونهم أئمة فإنهم يتلمسون لهم المبررات بل ويصادقون على تلك العورات الفكرية بلا وجل ولا خجل، لكن على أية حال سأستمر فيما بدأته معكم بالحلقة الحالية وهي برقم 37 من ذلك الفقه المبجل رغم أنفي وأنف كل عاقل عن نفقة الزوجة بالحلقة 35&36. وحكمة الزواج عند أبي حنيفة.
يقول السادة الحنفية: وله (أي للزوج) منع أهلها من السكنى معها ولو سكنى ولدها من غيره، ولو كان صغير لا يفهم معنى الجماع، كذا له منعها من إرضاعه وتربيته، لأنه يشغلها عنه ورضاعته تضر بجماله ونظافتها التي يجب أن تكون من حقه وحده (راجع الفقه على المذاهب الأربعة الجزء الرابع طبعة دار الحديث رقم الإيداع بدار الكتب المصرية 5073/94 صفحة546). أرأيتم كيف تكون قلّة الرحمة بالصغير وبالأم.
ويقول السادة المالكية : ويشترط أن تبلى الكسوة حتى يأتيها بغيرها، أما إذا ظلت قريبة من جدتها صالحة للاستعمال فإنه لا تفرض لها كسوة أخرى حتى تخلق، ولا يفرض عليه ثياب الخروج لزيارة أهلها....وقيل إن كان غنيا يلزمه. راجع صفحة 548. ألا ترون بأن الرجال كانوا يستلون النساء كي يأتوا لهن بثوب يستر لحمها، وانه ممنوع عليها الخروج حتى لزيارة أهلها فإنه كان يتم التضييق عليها حتى لا تزورهم.
ويقول السادة الشافعية: إذا كانت الزوجة مريضة ولا تستطيع أن تأكل لأمر ما فلها قدر عيني من الطعام يعطيه لها وهي تتصرف فيه كيف شاءت، إلا إذا اتفقت أن تأكل معه، فإن نفقتها تسقط في هذ    ه الحالة، ولابد أن يدفع لها الحب، فلا يجزئه أن يدفع الدقيق أو القيمة أو الخبز، ولابد أن يكون الحب خاليا من السوس ونحوه،  فإذا بذل غير الحب فإنها لا تلزم بقبوله، فإذا تجمد لها نفقة ماضية فإن لها أن تأخذ من الزوج ومن غيره ممن ينيبه عوضا نقودا وثيابا ونحو ذلك......(صفحة 550) ألا ترون بأن الرجال كانوا يعاملون النساء كالدجاج في أقفاص تربية الطيور؟.
ومن عجيب ما أتت به الحنفية أن الزواج يكون لمتعة الرجل وليس لمتعة المرأة وينبني على ذلك أن يجبر الرجل زوجته على الجماع لكنها لا تستطيع إجباره أن يجامعها إلا مرة واحدة في كل عمرها معه.
أرأيتم من الحلقات 35&36&37 بأن الفقهاء الذين يتشدقون بأن الإسلام أكرم المراة (وقد أكرمها فعلا حين قال فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) لكن الفقهاء أذلوها وقالوا عنها بأنها متاع، أو لعلهم كانوا يعالجون زخما فاسدا وواقعا مُرَّاً ضد المرأة فقاموا بوضع اللبنة الأولى للإصلاح، لكن من جاءوا بعدهم لم يكونوا أهلا للعلم ولا الفقه وإن اشتهروا به، فلم يجددوا ولم ينقحوا، وهكذا أصبحنا مضحكة، وأصبحنا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق