إضلال الأمة بفقه الأئمة ـ ج 45
لسنا خلفاء لله في أرضه
يقول تعالى:{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (البقرة 30).
ينتهي كثير ممن الدعاة إلى معنى قوله تعالى: [إني جاعل في الأرض خليفة] أي خليفة لله في أرضه بمعنى الولاية، وساعدهم إبليس على تأويلهم المنحرف حين رؤوا آية [هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعا].
ينتهي كثير ممن الدعاة إلى معنى قوله تعالى: [إني جاعل في الأرض خليفة] أي خليفة لله في أرضه بمعنى الولاية، وساعدهم إبليس على تأويلهم المنحرف حين رؤوا آية [هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعا].
وهذا خطأ في العقيدة، فالله لا يقوم مقامه أحد، فهو موجود وليس بغائب حتى يخلفه بشر، فالمستخلف الذي ينوب عن الغائب أمر لا يصح أن نتقول به على الله.
واستنباطهم ظاهر الفساد ويوشك أن يكون هو الشرك ذاته، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى لا يُستخلف لا في الأرض ولا في السماء، لأنه معكم أينما كنتم، وهو نور السماوات والأرض، فهو ليس بغائب حتى يحتاج من ينيبه حال غيابه.
فالله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى حي لا يموت، وهو موجود فوق كل وجود وقبل كل وجود وبعد كل وجود، سبحانه له الأسماء الحسنى لا يغيب عن خلقه في الأرض أو في السماء لا بسِنَة ولا بنوم ولا يغفل عن صغيرة ولا كبيرة في الأرض أو في السماء ليستخلف خليفة بمعنى الولاية، لأنه سبحانه هو القاهر فوق عباده له العزة في السماوات والأرض جميعاً وهو الغني الحميد.
إنما نحن مستخلفين أي متروكين بالأرض ويخلف بعضنا بعضا، وقد سخر الله لنا ما في الأرض جميعا وأعطانا العقل كي نتعلم وندرك به كيف سخر لنا ما في الأرض، وما لنا من دونه من ولي ولا نصير، ونتبين ربوبيته لنا خاصة وعلى الخلائق عامة، ونعلم ألوهيته على الأكوان والخلائق كلها.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق