الجمعة، 30 ديسمبر 2011

أئمة الضلال

إضلال الأمة بفقه الأئمة
مقال مؤسف أقدمت عليه مرغما وما دفعني إلا حبي لأهلي ممن ينتمون لديانتي أن تمسهم النار، فإن العدو الأكبر لدين الإسلام ليسوا هم اليهود ولا النصارى، إنما هو الفهم الخاطئ للدين تحت ذمة قال فلان أو تقديس عِلاّن، أو تراه الجهل بدينك الذي أمرك الله فيه: [اقرأ]، وقال تعالى:[وقل رب زدني علما].
ويؤسفني تقلد البعض منصب الأوصياء على دين الله وقد جرفوا معهم الملايين ممن يؤمنون بالعاطفة أو الشهرة بلا منطق، إلا من شهرة أن خريج المعهد الفلاني أعظم من أنجبته الأرض في دين الله، فأوردوا الناس بئس المصير بينما هم يحسبون انهم يُحسنون صنعا، وما أعنيه من تعبير (بئس المصير) هو فساد العقيدة.
فهل ينفعني أن أكون متمغنطا بجاذبية إمام أو شيخ أو من يزعم بأنه عالم سلفي اجتازت شهرته الآفاق، لكنه يُقدّم الحديث النبوي على القرءان، فيقدم حُكم الرّجم الوارد بالسنة النبوية على حكم الجلد الوارد بكتاب الله للزناة المحصنين، وما حكم تلك العقيدة والله تعالى يقول: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30؛ أتصوّر هؤلاء الأفذاذ أن تلك الآية تاريخية وانقضى زمنها لأنها كانت تعني قبيلة قريش، ألا يمكن أن تعنينا نحن؟ والرسول يقول فيما رواه البخاري بكتاب الفتن بالحديث رقم [ 6643 ] [ أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم .... فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي].
أم تراهم قد غفلوا عن قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}يوسف106؛ أم تصوّروا الآية لغير المسلمين أيضا، وماذا أنتم فاعلون بقوله تعالى: {... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158 ؛ فما معنى قوله تعالى:( أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)؛ إن معناه ان إيمانك وإمامتك لن تفيدك طالما لم تكسب فيها وبها الخير، ولا يكون ذلك إلا بصحة العقيدة وعدم تكذيب كتاب الله، أو أن تتصور بأن بعض آياته تاريخية تحكي قصص الغابرين، أو بعضها نسيا منسيا بما يزعمونه من ناسخ ومنسوخ بالقرءان.
ألم يقرأ هؤلاء الآية رقم 25 من سورة النساء التي تحدد بأن المحصنات عليهن جلد، وعلى الأَمَة المُحصنة نصف ما على المحصنات الحرائر من الجلد، ألم يقرءوا كتاب البخاري الذي لا يفتأون يصرخون في وجوهنا بصحته حيث سؤل الصحابي الجليل بن أبي أوفى عن رجم رسول الله للزناة أكان قبل أم بعد سورة النور فقال لا أدري، فهل يقتلون الناس لذمة (لا أدري) قالها صحابي، أم تراهم تركوا البخاري وركنوا لغيره ممن صرّح بالقتل رجما على عموم الأمر سواء أكان قبل أم بعد سورة النور التي حددت عقوبة الجلد.
ألم يضبط الشيخ قلبك قبل قالبك على الاعتقاد بأمية الرسول، أي إنكما تعنيان بأنه صلى الله عليه وسلم عاش ومات وهو لا يعلم القراءة والكتابة، لذلك فقد جهّزت لكما بعض أسئلة التدبر في كتاب الله حتى تعلموا بأنه صلى الله عليه وسلّم هو الذي كان يُوَجِّه كَتَبَة الوحي لشكل الكتابة، وإلا فما سبب أن ترد كلمة (رحمة) 72 مرة بهذا الرسم وترد 7 مرات بشكل (رحمت)، أم تراهم لم يجدوا إلا السُذَّج ليقولوا لهم بأنه رسما عثمانيا، أي كان سيدنا عثمان يكتب بكيفه وكيفيته.
وكلمة (شركاء) ترد هكذا 11 مرة بينما ترد 2 مرة بهذا الرسم (شركؤا)
وكلمة (جزاء) ترد هكذا 28  مرة بينما ترد 4 مرات بهذا الرسم(جزاؤا)
وكلمة (الملأ) ترد هكذا 18 مرة بينما ترد 4 مرات بهذا الرسم (الملؤا)
وكلمة (كتاب) ترد هكذا 4 مرات بينما ترد 251 مرات بهذا الرسم (كتب)
وكلمة (كِذّابا) ترد بالآية 28 من سورة النبأ هكذا، بينما ترد بذات السورة بالآية رقم 35 هكذا (كِذّبا).
وكلمة معصية وردت بالتاء المفتوحة مرتين بالآية رقم 8&9 من سورة المجادلة بينما تجدها بباقي القرءان بالتاء المربوطة.
واختلافات لها حصر عندي تُبيِّن انحراف أهل اللغة بشكل الكتابة، أو لعلها تُبين عدم تقيدنا بشكل كتابة القرءان، لكنها بالتأكيد تُبين الرِّقابة النبوية على كَتَبَة الوحي مما يعني عِلْمُهُ بالقراءة والكتابة، وأن كتبة الوحي كانوا مقيدين بما يوجههم النبي له، غير اننا نحب تقليد فكر الأقدمين بلا ضابط، لذلك تجدنا نقول (أمي) بمعنى عدم العلم بالقراءة والكتابة وهذا من سوء فهم القرءان ودين الإسلام.
وفكرنا عن كلمة (غزوة)، إن التراث الوارد عن السلف يشي في آذاننا بأن كل معركة اشترك فيها رسول الله تسمى (غزوة)، وأي معركة لم يشترك بها تسمى (سرية)؛ فما معنى كلمات (غزوة، وغازي، وغزا)؟، هل تعني شيئا آخر إلا الذهاب إلى العدو وانتهابه، وكيف يكون ذلك وغزوة بدر كانت عند ماء بدر حيث غزت قريش رسول الله ولم يغزوها هو صلى الله عليه وسلم، وكذلك غزوة أحد والخندق، وهل شرعت الحرب في الإسلام دفاعا أم هجوما؟، فما لكم كيف تحكمون، وكيف يكون علم المملكة العربية السعودية سيف مكتوب تحته لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكان لمحمد نهج السيف؟، أكان هكذا علم النبي؟.
وما بال السادة الإخوان المسلمين ببلادنا ولهم شعار سيفين متقاطعين وتحتهما كلمة (وأعدوا)، فلست أدري لماذا نغضب حين يقولوا بانتشار الإسلام بالسيف؟، ألسنا نحن سدنة هذا الفكر، ألسنا من ابتدع لفظة فتوحات إسلامية دون أن نفهم مدلولها، لذلك فالغباء وانعدام الفهم في الإسلام هو العدو الأول.
ولماذا يصمم أهل الفقه ببلادنا على صحة قول مالك والشافعي وأحمد بن حنبل من أن أقصى مدة حمل للمرأة هي أربع سنوات، أليس هذا الفقه مخالف لفطرة الله التي فطر عليها النساء، أليس مخالفا لكتاب الله، أليس مخالفا للعلم؟، ومتى سيتغير هذا البله المسمى فقه إسلامي بينما أنا أسميه اليوم عته والإسلام منه بريء دون الخوض في كيانات فقهاء الزمن القديم لأنه لم تكن لديهم مكنة إلا الروايات صحت أو فسدت، لكني أخوض في فكر المحدثين ممن يتصورون بأنهم أئمة وعلماء.
وهل نتصور ما ذهب إليه السلف من أن تفسير قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ }يس55؛ ان (شغلهم) هو فض غشاء العذارى الأبكار تحت الأشجار على ضفاف الأنهار مع سماع الأوتار، وارجعوا لفقه أئمتكم وتفسيرهم للقرءان عن هذه الآية، بل لا يستحون أن ينسبون ذلك للصحابة رضوان الله عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهل فهم سلف الأمة أن كل ما جاء بكتاب البخاري صحيح رغم كيد المعتدين أمثالي الذين لا يقتنعون ويُخطّئُون كتاب البخاري في كل ما ورد من مخالفات لكتاب الله مثل مخالفته عن الآية رقم 3 من سورة الليل هل هي [وما خلق الذكر والأنثى] كما ورد بالقرءان، أم هي [والذكر والأنثى ] كما ورد بالبخاري وشايعه في ذلك السلفية والأزاهرة وأشياعهم الذين لا يفكرون إلا بفكر أشياخهم، ومن يخالف منهاجهم ينقلبون عليه قولا ولا يمنع أن يبيحوا دمه باعتبار ما يدور بأدمغتهم من شئون العمالة والكفر وإنكار السنة لكل من خالفهم.
وتجد المنهج السلفي وقد جعل الإنسان تابعا ذليلا لفكر صنمي يقدسونه ألا وهو فقه القدماء، وكلما طل عليهم فكر جديد حاربوه، وكأن الإسلام منع التفكر، أو جعله لأناس دون آخرين، أو لأن الله يضل المفكرين من المُحدثين.
وهل لابد أن أقنع بما أورده البخاري من أن رسول الله حاول الانتحار مرارا، هل إذا اعتقد أحد مثل اعتقادي بصحة التكوين النفسي لرسول الله يكون مذنبا لتكذيبه ما ورد بالبخاري المقدس لدى طوائف عديدة من المؤمنين بالعاطفة.
وهل صحيح أن الساعة هي القيامة كما يقول المتخصصون، أم هذه ليست كتلك كما ذهبت أنا بأحد مؤلفاتي. أتكون الساعة التي ينهدم فيها الكون وتموت فيها فلول الأحياء كالقيامة التي يحيا فيها الناس من الموت، وهل الساعة التي تقوم على الدنيا بأرضها وسمائها فتحطمها تحطيما كالقيامة التي تبدل فيها الأرض غير الأرض والسماوات، لا أتصور إلا ان سوء الفهم أورد الناس موردا غير حميد.
وكيف بالفقهاء يعبثون بالقرءان ويقولون بالنسخ فيه بل ولا يستحون أن يسموا ما لم يتفقوا عليه بأنه علم، فلست أدري أي علم هذا الذي لم يتفق عليه أصحابه؟، إن معنى كلمة علم هو ثبوت حقيقة ما في زمن ما، فأين حقيقتهم التي اتفقوا عليها غير هدم القرءان؟!.
فالنسخ عند ابن حزم الأنصاري 214 قضية بها ناسخ ومنسوخ.
*وعند أبى جعفر النحاس 134 قضية.
*وعند ابن سلامة213 قضية.
* وعند مكي بن أبى طالب 200 قضية.
*وعند عبد القاهر البغدادي 66 قضية فقط.
* وعند بن بركات 210 قضية.
*وهى عند ابن الجو زى 247 قضية في 62 سورة.
   فهل أدرك القارئ المصيبة أن يكون مجموع الناسخ والمنسوخ عند واحد 66 قضية وعند آخر 247 قضية، إن هذا يعني اختلاف التفسير، والفقه، بل والخلل في العقائد والمعاملات، لذلك تراهم عالجوا تلك المصيبة بمصيبة أخرى وهو قولهم بأن اختلافهم رحمة، وما أراها إلا عين النقمة، بل وكذبوا فقالوا بأن اختلافهم في الفروع، وهل يكون الاختلاف في نواقض الوضوء من الفروع يا أهل التخصص والسلف والتصلب.
وهل يسعد المسلم وهو لا يعرف الفرق  بين [المعصية والإثم والخطيئة والذنب والسيئة] لأن سلفه الذين ينقل عنهم لم يفرقوا فعسّروا الأمر على المسلمين، وهل وسطية الإسلام ألا تعلم شيئا وتؤم الناس للصلاة وتخطب فيهم الجمعة وتزعم بأن منهاجك القرءان والسنة بفهم سلف الأمة.
هناك الكثير والكثير مما يمكن أن أكتبه لأنقد به ما تم برمجتنا عليه، لكن لابد للمسلم أن يعلم  بأنه مسئول عن نفسه وفق قدرتها وفي حدود طاقتها.
مستشار/ أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق